يحاول بعض الناس أما عمدا أو جهلا أن يخدعوا أنظار المسلمبن عما كان عليه السلف الصالح ويدعون
معرفتهم ويتسببون فى حيرة الناس حتى أنهم ليتسائلون:-يتسائل البعض هل التبرك
بالنبى( صلى الله عليه وسلم) وأهل بيته والأنبياء والصحابة والصالحين جائز شرعا أم لا؟
فإذا نظرنا إلى كتاب الله وسنة رسوله(صلى الله عليه وسلم) سنجد فيه بغية الواصلين لموضوعنا هذا ..
التبرك بالنبى( صلى الله عليه وسلم) وآثاره فى حياته).
----------------------------------------
عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبيه قال:- (كان أسيد بن حضير رجلا صالحا ضاحكا مليحا، فبينما هو عند
رسول الله( صلى الله عليه وسلم) يحدث القوم ويضحكهم فطعنه رسول الله
( صلى الله عليه وسلم) فى خاصرته، فقال:- أوجعتنى، قال:-اقتص، قال: يا رسول الله
( صلى الله عليه وسلم) إن عليك قميصا ولم يكن علىّ قميص، قال:- فرفع رسول الله
( صلى الله عليه وسلم) قميصه، فاحتضنه فجعل يقبل كشحه، فقال بأبى أنت وأمى يارسول الله أردت هذا) قال
الحاكم حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبى وأخرجه ابن عساكر والحديث عن أبى داود والطبرانى.
وكان يقول:- زاهر باديتنا ونحن حاضرته وكان يحبه فمشى يوما إلى السوق فوجده قائما فجاء من قبل ظهره
وضمه بيده إلى صدره، فأحس زاهر بأنه رسول الله( صلى الله عليه وسلم)، قال:- فجعلت أمسح ظهرى فى
صدره رجاء بركته.
وفى رواية الترمذى فى (الشمائل) فاحتضنه من خلفه ولا يبصره، فقال:-أرسلنى من هذا، فالتفت فعرف
النبى(صلى الله عليه وسلم)فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبى
(صلى الله عليه وسلم) حين عرفه فجعل رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول:- من يشترى العبد؟
فقال زاهر:- يا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) إذا تجدنى كاسدا، فقال:-أنت عند الله غال.
وفى رواية للترمذى أيضا:- لكن عند الله لست بكاسد أو قال:- أنت عند الله غال.
كذا فى المواهب اللدنية.
وأخرج ابن إسحاق عن حبان بن واسع عن أشياخ من قومه (أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) عدل صفوف
أصحابه يوم بدر وفى يده قدح يعدل به القوم فمر بسواد بن غزية حليف عدى بن النجار وهو مستنصل عن
الصف فطعنه فى بطنه بالقدح وقال:- استو يا سواد، فقال:- يا رسول الله(صلى الله عليه وسلم)أوجعتنى وقد
بعثك الله بالحق والعدل، فاقدنى، فكشف رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) عن بدنه فقال:- استقد، قال:- فاعتنقه فقبل بطنه، فقال:-ما حملك على هذا يا سواد؟
قال:- يا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدى جلدك،
فدعا له رسول الله(صلى الله عليه وسلم) بخير من البداية والنهاية لابن كثير.