بسم الله الرحمن الرحيم
واحرص على حفظ القلوب من الأذى .. فرجوعها بعد التنافر يصعب
جميل ذلك الإنسان الذي يحرص على كسب القلوب إليه بخلقه السامي وروحه الطيبة وقلبه النابض بالوفاء والخافق بالود والعابق بشذى التسامح يهفوا بالخير ويتعامل بالحب لا يعرف للكراهية سبيل العفو سجيته والتواضع مزيته والإيثار طبعه يترفع عن الإساءة قولا وفعلا ويتغاضى عن الهفوات تسبق ابتسامته كلامه ويسبق غضبه حلمه ويسبق انتقامه عفوه يحمل روحا سامية ونفسا صافية
عرفت معنى الحب حينما هامت في عشق خالقها فعملت برضاه وحادت عن سخطه فتسامت بخلقها فطابت بقربها منه وطيبت من تعلقت به من المخلوقين فكانت لهم عبيرا زاكيا تجذبهم إليها بحسن أخلاقها وتجمعهم حولها بجميل تعاملها
العدو يستحي من أن يؤذيها والصديق يحرص على تجنب هجرها لا تميز في تعاملها بين الفقير والغني ولا تفرق بين شريف النسب ووضيعه فالكل عندها سواء كلهم لآدم وآدم من تراب
وجيهة عند الجميع ومسموعة في كل حين
تحب في الله لا لأجل دنيا ولا لمصلحة شخصية فأشرقت على الجميع بجمالها الأخاذ وحبها الوقاد فأحبوها لحبها لهم وعظموها لتفانيها في مودتهم حتى صارت ماوى لأفئدتهم يرجعون إليها في كل عمل ويستشيرونها في كل أمر ويأنسوا بصحبتها في الحل والسفر
إن من يمتلك مثل هذه النفس يكون خالد الذكر حتى لو وسد جثمانه الثرى ويبقى مأوى القلوب حتى غيبه الردى نعم من امتلك نفسا بهذه الصفات فهو غني في حياته وباق في القلوب بعد مماته
هنيئا هنيئا هنيئا لمن كانت نفسه تتحلى بهذه الصفات فهي نفس مطمئنة راضية بعملها مرضية من ربها