في المعراج بالاسناد الحسن والصحيح من طريق الخاصة والعامة وهو من أكرم الكرامات
1 - محمد بن الحسن الصفار في " بصائر الدرجات " عن علي بن محمد بن سعد ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبد الله بن محمد اليماني ، عن منيع ، عن صباح المزني ، عن أبي عبد الله ، قال : عرج بالنبي مائة وعشرين مرة ، ما من مرة إلا وقد أوصى الله النبي بولاية علي والأئمة من بعده أكثر مما أوصاه بالفرائض . 2 - محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن أبي عبد الله ، قال : قال : ما تروي هذه الناصبة ؟ فقلت جعلت فداك فيماذا ؟ فقال : في أذانهم وركوعهم وسجودهم ، فقلت : إنهم يقولون : إن أبي بن كعب رآه في النوم فقال : كذبوا والله فإن دين الله عز وجل أعز من أن يرى في النوم . قال : فقال له سدير الصيرفي : جعلت فداك فأحدث لنا من ذلك ذكرا ، فقال أبو عبد الله : إن الله عز وجل لما عرج بنبيه سماواته السبع أما أوليهن فبارك عليه ، والثانية علمه فرضه ، فأنزل الله محملا من نور فيه أربعون نوعا من أنواع النور ، كانت محدقة بعرش الله تغشى أبصار الناظرين .
أما واحد منها فأصفر ، فمن أجل ذلك اصفرت الصفرة ، وواحد منها أحمر ، ومن أجل ذلك احمرت الحمرة ، وواحد منها أبيض ، فمن أجل ذلك ابيض البياض ، والباقي على عدد سائر الخلق من النور ، فالألوان في ذلك المحمل حلق وسلاسل من فضة .
ثم عرج به إلى السماء فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء ، وخرت سجدا وقالت : سبوح قدوس ، ما أشبه هذا النور بنور ربنا ! فقال جبرئيل : الله أكبر ، الله أكبر .
ثم فتحت أبواب السماء ، واجتمعت الملائكة ، فسلمت على النبي أفواجا ، وقالت : يا محمد كيف أخوك ؟ إذا نزلت فاقرأه السلام ، قال النبي : أفتعرفونه ؟ قالوا : وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه منا ، وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا ، وإنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمسا ، يعنون في وقت كل صلاة ، وإنا لنصلي عليك وعليه . ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور ، لا يشبه الأنوار الأول وزادني حلقا وسلاسل ، وعرج بي إلى السماء الثانية ، فلما قربت من باب السماء الثانية ، نفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجدا ، وقالت : سبوح قدوس ، رب الملائكة والروح ، ما أشبه هذا النور بنور ربنا ! فقال جبرئيل : أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، فاجتمعت الملائكة ، وقالت : يا جبرئيل من هذا معك ؟ قال : هذا محمد ، قالوا : وقد بعث ؟ قال : نعم قال النبي : فخرجوا إلي شبه المعانيق ، فسلموا علي ، وقالوا : إقرأ أخاك السلام ، قلت : أتعرفونه ؟ قالوا : وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا ، وإنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمسا ، يعنون في وقت الصلاة . قال : ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور لا يشبه الأنوار الأول ، ثم عرج بي إلى السماء الثالثة ، فنفرت الملائكة وخرت سجدا ، وقالت : سبوح قدوس ، رب الملائكة والروح ، ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا ؟ فقال جبرئيل : أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، فاجتمعت الملائكة وقالت : مرحبا بالأول ، ومرحبا بالآخر ، ومرحبا بالحاشر ، ومرحبا بالناشر ، محمد خير النبيين ، وعلي خير الوصيين . قال النبي : ثم سلموا علي ، وسألوني عن أخي ، قلت : هو في الأرض أفتعرفونه ؟ قالوا : وكيف لا نعرفه ، وقد نحج البيت المعمور كل سنة ، وعليه رق أبيض فيه اسم محمد ، واسم علي ، والحسن والحسين والأئمة ، وشيعتهم إلى يوم القيامة ، وإنا لنبارك عليهم كل يوم وليلة خمسا ، يعنون في وقت كل صلاة ، ويمسحون رؤوسهم بأيديهم ، قال : ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور ، لا يشبه تلك الأنوار الأول . ثم عرج بي حتى انتهيت إلى السماء الرابعة ، فلم تقل الملائكة شيئا ، وسمعت دويا كأنه في الصدور ، فاجتمعت الملائكة ، ففتحت أبواب السماء ، وخرجت إلي شبه المعانيق ، فقال جبرئيل : حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، فقالت الملائكة : صوتان مقرونان معروفان ، فقال جبرئيل : قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة ، فقالت الملائكة : هي لشيعته إلى يوم القيامة . ثم اجتمعت الملائكة ، وقالت : كيف تركت أخاك ؟ فقلت لهم : أو تعرفونه ؟ قالوا : نعرفه وشيعته ، وهم نور حول عرش الله ، وإن في البيت المعمور لرقا من نور ، فيه كتاب من نور ، فيه اسم محمد وعلي والحسن والحسين والأئمة وشيعتهم إلى يوم القيامة ، لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل ، وإنه لميثاقنا وإنه ليقرأ علينا كل يوم جمعة .
ثم قيل : ارفع رأسك يا محمد ، فرفعت رأسي فإذا أطباق السماء قد خرقت ، والحجب قد رفعت ، ثم قال لي : طأطأ رأسك انظر ما ترى ، فطأطأت رأسي ، فنظرت إلى بيت مثل بيتكم هذا ، وحرم مثل حرم هذا البيت ، لو ألقيت شيئا بين يدي لم يقع إلا عليه ، فقيل لي : يا محمد إن هذا الحرم ، وأنت الحرام ، ولكل مثل مثال .
ثم أوحى الله إلي : يا محمد أدن من صاد ، فاغسل مساجدك وطهرها ، وصل لربك ، فدنا رسول الله من صاد ، وهو ماء يسيل من ساق العرش الأيمن ، فتلقى رسول الله الماء بيده اليمنى ، فمن أجل ذلك صار الوضوء باليمنى .
ثم أوحى الله عز وجل إليه أن أغسل وجهك ، فإنك تنظر إلى عظمتي ، ثم اغسل ذراعيك اليمنى واليسرى ، فإنك تلقى بيدك كلامي ، ثم امسح رأسك بفضل ما بقي في يديك من الماء ، ورجليك إلى كعبيك ، فإني أبارك عليك ، وأوطئك موطئا لم يطأه أحد غيرك ، فهذا علة الاذان والوضوء . ثم أوحى الله عز وجل إليه : يا محمد استقبل الحجر الأسود ، وكبرني على عدد حجبي ، فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا ، لان الحجب سبع ، فافتتح عند انقطاع الحجب ، فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنة ، والحجب متطابقة بينهن بحار النور ، وذلك النور الذي أنزله الله تعالى على محمد ، فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلاث مرات ، لان افتتاح الحجب ثلاث مرات ، فصار التكبير سبعا ، والافتتاح ثلاثا ، فلما فرغ من التكبير والافتتاح أوحى الله إليه : سم باسمي ، فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة .
ثم أوحى الله إليه : أن أحمدني ، فلما قال : الحمد لله رب العالمين ، قال النبي في نفسه شكرا ، فأوحى الله عز وجل إليه : قطعت حمدي ، فسم باسمي ، فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرحمن الرحيم مرتين ، فلما بلغ ولا الضالين ، قال النبي : الحمد لله رب العالمين شكرا ، فأوحى الله إليه قطعت ذكري ، فسم باسمي ، فمن ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة .
ثم أوحى الله عز وجل إليه : إقرأ يا محمد نسبة ربك تبارك وتعالى : * ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) * ثم أمسك عنه الوحي ، فقال رسول الله : الواحد الأحد الصمد ، فأوحى الله إليه ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، ثم أمسك عنه الوحي ، فقال رسول الله : كذلك الله ربنا ، كذلك الله ربنا ، فلما قال ذلك أوحى الله تعالى إليه : اركع لربك يا محمد ، فركع ، فأوحى الله إليه وهو راكع : قل : سبحان ربي العظيم ، ففعل ذلك ثلاثا .
ثم أوحى الله إليه : أن ارفع رأسك يا محمد ، ففعل رسول الله ، فقام منتصبا ، فأوحى الله عز وجل إليه : أن اسجد لربك يا محمد ، فخر رسول الله ساجدا ، فأوحى الله عز وجل إليه : قل : سبحان ربي الأعلى ، ففعل ذلك ثلاثا ، ثم أوحى إليه : أن استو جالسا يا محمد ، ففعل ، فلما رفع رأسه من سجوده واستوى جالسا ، نظر إلى عظمته تجلت له ، فخر ساجدا من تلقاء نفسه ، لا لأمر أمر به ، فسبح أيضا ثلاثا ، فأوحى الله إليه : أن انتصب قائما ، ففعل ، فلم ير ما كان رأى من العظمة ، فمن أجل ذلك صارت الصلاة ركعة وسجدتين .
ثم أوحى الله عز وجل إليه : إقرأ بالحمد لله رب العالمين ، فقرأها مثل ما قرأ أولا ثم أوحى الله إليه : إقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر ، فإنها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة ، وفعل في الركوع ما فعل في المرة الأولى ، ثم سجد سجدة واحدة ، فلما رفع رأسه تجلت له العظمة ، فخر ساجدا من تلقاء نفسه ، لا لأمر أمر به فسبح أيضا . ثم أوحى الله إليه : ارفع رأسك يا محمد ثبتك الله ، فلما ذهب ليقوم قيل : يا محمد إجلس ، فجلس ، فأوحى الله إليه : يا محمد إذا ما أنعمت عليك فسم باسمي ، فألهم أن قال : بسم الله وبالله ولا إله إلا الله والأسماء الحسنى كلها لله .
ثم أوحى الله : يا محمد صل على نفسك وعلى أهل بيتك ، فقال : صلى الله علي وعلى أهل بيتي . ثم التفت فإذا بصفوف من الملائكة والمرسلين والنبيين ، فقيل : يا محمد سلم عليهم ، فقال : ورحمة الله وبركاته ، فأوحى الله إليه : أن السلام والتحية والرحمة ، والبركات أنت وذريتك .
ثم أوحى الله إليه : أن لا يلتفت يسارا ، وأول آية سمعها بعد قل هو الله أحد ، وإنا أنزلناه آية أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ، فمن أجل ذلك كان السلام واحدة تجاه القبلة ، ومن أجل ذلك كان التكبير في السجود شكرا ، وقوله : سمع الله لمن حمده ، لان النبي سمع ضجة الملائكة بالتسبيح والتحميد والتهليل ، فمن أجل ذلك قال : سمع الله لمن حمده ، ومن أجل ذلك صارت الركعتان الأوليان كلما أحدث فيهما حدث كان على صاحبهما إعادتهما ، فهذا الفرض الأول في صلاة الزوال يعني صلاة الظهر .
3 - ومن طريق العامة ما رواه صاحب " الصفوة " قال : أخبرنا هبة الله بن محمد الشيباني ، قال : أخبرنا الحسن بن علي التميمي ، قال أخبرنا أحمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا همام بن يحيى ، قال : سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك : أن مالك بن صعصعة حدثه أن نبي الله حدثهم عن ليلة أسري به ، قال : بينما أنا في الحطيم ، وربما قال قتادة : في الحجر ، مضطجعا ، إذ أتاني آت ، فجعل يقول لصاحبه : الأوسط بين الثلاثة ، قال : فأتاني وقعد .
قال : فقد سمعت قتادة يقول : فشق ما بين هذه إلى هذه . قال قتادة : فقلت للجارود وهو إلي جنبي : ما يعنى به ؟ قال : من ثغرة نحره إلى شعرته ، وقد سمعته يقول : من قصه إلى شعرته .
قال : فاستخرج قلبي ، ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا وحكمة ، فغسل قلبي ، ثم حشي ثم أعيد ، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض .
قال : فقال له الجارود : هو البراق يا أبا حمزة ؟ قال أنس : نعم يقع يضع خطوه عند أقصى طرفه .
قال : فحملت عليه ، فانطلق بي جبرئيل حتى أتى بي إلى السماء الدنيا فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبرئيل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به ، فنعم المجئ جاء ، قال : ففتح ، فلما خلصت فإذا فيها آدم ، قال : هذا أبوك آدم ، فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد السلام ، ثم قال : مرحبا بالابن الصالح ، والنبي الصالح .
ثم صعد حتى أتى بي إلى السماء الثانية فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبرئيل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به ، ونعم المجئ جاء ، قال : ففتحت ، فلما خلصت إذا يحيى وعيسى ، وهما ابنا الخالة ، قال : هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما ، قال : فسلمت عليهما ، فردا السلام ، ثم قالا : مرحبا بالأخ الصالح ، والنبي الصالح .
ثم صعد بي حتى أتى السماء الثالثة فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبرئيل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، مرحبا به ، ونعم المجئ جاء ، فقال : ففتح ، فلما خلصت إذا يوسف ، قال : هذا يوسف فسلم عليه ، قال : فسلمت عليه ، فرد السلام ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح ، والنبي الصالح . ثم صعد حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبرئيل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به ، ونعم المجئ جاء ، قال : ففتح ، فلما خلصت إذا إدريس ، قال : هذا إدريس فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد السلام ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح ، والنبي الصالح .
قال : ثم صعد حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبرئيل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به ، ونعم المجئ جاء ، ففتح ، فلما خلصت فإذا هارون ، قال : هذا هارون فسلم عليه ، قال : فسلمت عليه ، فرد السلام ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح ، والنبي الصالح .
ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح ، قيل : من هذا ؟ قال : جبرئيل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أرسل عليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به ونعم المجئ جاء ، ففتح ، فلما خلصت فإذا أنا بموسى ، قال : هذا موسى فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد السلام ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح ، والنبي الصالح ، قال : فلما تجاوزت بكى ، فقيل : ما يبكيك ؟ قال : أبكي لان غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي .
قال : ثم صعد حتى أتى السماء السابعة ، فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبرئيل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به فنعم المجئ جاء قال : ففتح فلما خلصت فإذا إبراهيم ، فقال : هذا إبراهيم أبوك فسلم عليه ، قال : فسلمت عليه ، فرد السلام ، قال : مرحبا بالابن الصالح ، والنبي الصالح .
قال : ثم رفعت إلى سدرة المنتهى ، فإذا نبقها مثل قلال هجر ، واذن أوراقها مثل آذان الفيلة ، فقلت : ما هذا يا جبرئيل ؟ قال : فهذه سدرة المنتهى ، قال : وإذا أربعة أنهار : نهران باطنان ، ونهران ظاهران ، فقلت ما هذان يا جبرئيل ؟ قال : أما الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات ، ثم رفع إلى البيت المعمور .
قال قتادة : وحدثنا الحسين ، عن أبي هريرة ، عن النبي أنه أري البيت المعمور يدخله كل يوم سبعين ألف ملك ثم لا يعودون فيه .
ثم رجع إلى حديث أنس . قال : ثم أتيت بإناء من خمر ، وإناء من لبن ، وإناء من عسل ، قال : فأخذت اللبن قال : هذه الفطرة التي أنت عليها وأمتك . قال : ثم فرضت علي الصلاة خمسين صلاة كل يوم ، قال : فرجعت ، فمررت على موسى فقال : بم أمرت ؟ قلت : أمرت بخمسين صلاة كل يوم ، فقال : إن أمتك لا تستطيع لخمسين صلاة كل يوم ، وإني والله لقد جربت الناس من قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك عز وجل ، فسله التخفيف لامتك قال : فرجعت فوضع عني عشرا ، فرجعت إلى موسى فقال : بما أمرت ؟ قلت : بأربعين صلاة كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع أربعين صلاة كل يوم ، وإني قد خبرت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك ، فسله التخفيف لامتك ، فرجعت فوضع عني عشرا ، فرجعت إلى موسى ، فقال : بما أمرت ؟ فقلت : أمرت بثلاثين صلاة كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع لثلاثين صلاة كل يوم ، وإني قد خبرت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لامتك ، قال : فرجعت فوضع عني عشرا آخر فرجعت إلى موسى .
فقال : بما أمرت ؟ قلت : أمرت بعشرين صلاة كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع لعشرين صلاة كل يوم ، وإني قد خبرت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك ، فسله التخفيف لامتك ، قال : فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم ، فرجعت إلى موسى ، فقال : بما أمرت ؟ قلت : أمرت بعشر صلوات كل يوم ؟ قال : إن أمتك لا تستطيع لعشر صلوات كل يوم ، وإني قد خبرت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لامتك ، قال : فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم ، فرجعت إلى موسى ، فقال : بم أمرت ؟ قلت : أمرت بخمس صلوات كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع بخمس صلوات كل يوم وإني قد خبرت الناس وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لامتك .
قال : قلت : قد سألت ربي حتى استحييت ، ولكني أرضي واسلم ، فلما نفدت ناداني مناد قد أمضيت فريضتي ، وخففت عن عبادي .